الرحلة

إن كتب الرحلات عموما و رحلة ابن بطوطة خصوصا، هي بمثابة نصوص سابقة استلهمها الروائيّ المعاصر جمال الغيطاني، و جعلها المنهل الأساسيّ منه استقىالمادّة الأوّليّة الخام لصنع نصّه اللاحق أو عالمه المتخيّل العجائبيّ. و لعلّ براعة الغيطانيتتجلّى  في كونه صهر أكثر من رحلة حقيقيّة في رحلته المتخيّلة، و خلق من التباعد قرابة و من اللاتناغم انسجاما و تناغما. و هذا الروائيّ ينفتح على الكتابة التاريخية القديمة و على سجلاّت الرحّالة و ما فيها من مشاهدات ووقاءع و على كتب السير و مافيها من أخبار و قصص و مذكّرات، يغترف من التراث أوّلا لتجذير كونه الروائيّ لكنّه ينفتح أيضا على تيّار الرواية العالميّة و خاصّة موجة الرواية التجريبيّة الجديدة