أركيولوجيا الزمان وأنطولوجيا الكيان
هل تضحى حقائق الفنون أوسع من أوساع المخيِّلة الفنية نفسها؟ وما الأسرار التي تودعها المخيِّلة في كلِّ أجناس الفن لمَّا تصرِّف من أحاسيس المرء وهواجسه ما شاء لها تصريفه وتمتنع في الآن نفسه عن البوح بما في منسوجات الخيال من حرج؟ وكيف للنص قول صاحبه وأرضه وتاريخه ووطنه دونما سقوط في التقوُّل والكذب الذيْن تحتاجهما أحيانا أجناس أخرى من خطابات النفس ومعارك الروح الميَّالة إلى البقاء داخل صغرى خانات الذاكرة والخيلاء؟ ألا يغدو هذا الفن مجرَّد تنهيدة تأتيها الروح ساعة استعادتها شبه العجولة لممكنات التنفيس عمَّا يكاد يتهافت بسريرتها فتخشى عليه من الهلاك؟ وعلى أي نحوٍ يكون بوسع الذاكرة الحفر في عتمة أزمنة ما كان معها للكيان قول بيانه في ذاته دون أن يعرِّض نفسه لِلَوْم الأغيار؟ وهلاَّ تكون فلسفة النقد سانحة ميتافيزيقية لتمكين الذاكرة التائهة من استعادة سويَّتها شبه المفقودة؟
لعلَّ في الأمر ما يشي بعافية مفقودة بفعل أمكنة أتاحت لها قسوة الوضعيات القصوى أن تفخر باستحالتها إلى محتشدٍ هو المكان الأضيق من بين كلِّ أحياز الأرض. إنَّها شبه أمكنة وقد أضحت عارية ساعة وافقتها صروف الأزمنة السياسية على الاحتفاء بحبس أنفاس الحقائق الأنطولوجية غير الصغرى لكيانات تعذَّر عليها رفع الحق القائم إلى مناسبة احتجاج على فقدان الحق في «الحرية الأكثر مسالمة» على حدِّ تعبير كانط
Détails
- ISBN: 978-9938-9698-3-2
- Année: 2024
- Lien Téléchargement: Télécharger le lien
- Edition: دار الوسام للنشر والتوزيع، قصور الساف
- Format: 17/24
- Nombre de page: 343
- Langue:
- Genre:
- Sujet: